الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم

الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم

  • الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم

افاق قبل 4 سنة

الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم

علي ابو حبلة

تمر الذكرى 103 لوعد بلفور  وشعبنا الفلسطيني اشد تمسكا بكامل حقوقه الوطنية ،  هذه الذكرى أليمة على الكل الفلسطيني وأدت إلى «النكبة « – وساهمت في قيام دولة لليهود على أرض فلسطين التاريخية - والتي مضى عليها ?? عاما ، خلالها مضى معظم الجيل الذي عاش تفاصيلها ولم يتبق منه إلا القليل، لكنه رسم وسجل قبل رحيله أدق التفاصيل حولها لمن جاء بعده لتبقى الذكرى حاضرة ما دام هناك أجيال تولد بحيث لم يسقط وعد بلفور حق الفلسطينيين بأرض  وطنهم فلسطين

عملت  الحركة الصهيونية منذ وعد بلفور وتاريخ إنشاء الكيان الإسرائيلي فوق ارض فلسطين جهدها لتهويد ارض فلسطين وطمس تاريخ القدس وتهويدها وخاصة بعد قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ، وهي تسعى جاهدة على تضليل المجتمع الدولي وفي نفس الوقت على إقناع نفسها بأنه لا يوجد هناك شعب فلسطيني. في الماضي، نحت بعض قادتها مقولات أسست لهذه النظرية «شعب بلا أرض لأرضٍ بلا شعب»، ولذلك فقد مارست وما زالت كل أنواع القهر والقتل والإبعاد والتهجير للفلسطينيين، مستهدفة الوجود لهذا الشعب لكنها باءت بالفشل الذريع.

راهن قادة الاحتلال الصهيوني  على الزمن  وعملوا بكل الوسائل على تجاهل البُعد الثقافي والوطني لارتباط الفلسطيني بأرضه التاريخية. وقال بعض قادتها: «الكبار يموتون والصغار ينسون»، لكن الشعب الفلسطيني أثبت عملياً وعلى مدى هذه العقود أن مراهنة الاحتلال لم تجد إلى ضميره سبيلاً، فأسقط أفكار الوطن البديل وكان انطلاق الثورة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي وبعدها انتفاضة الحجارة والأقصى و مسيرات العودة  والمقاومة الشعبية ، التي استطاع من خلالها الشعب الفلسطيني حتى اللحظة أن يُربك حسابات الاحتلال ومخططاته.

الشعب الفلسطيني بصموده وثباته يشكل معضلة لإسرائيل وهو يدرك أن اسرائيل لن تتمكن من كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقه عبر هذه السنين ، الشعب الفلسطيني متمسك بحقه في العودة إلى دياره التي هُجّر منها ظُلماً وعدواناً، وهذا بدا واضحاً من خلال المشاركة الشعبية في المسيرات ومقاومته الشعبية وهي ليست مقتصرة على فئة بعينها من المجتمع بل لجميع الشرائح من رجال ونساء وأطفال وأسر بأكملها، وعائلات وتشمل كافة القرى والبلدات الفلسطينية التي هاجرت وتركت مساكنها تحت تهديد القتل الذي مارسته عصابات الإجرام الصهيونية، ولا تزال هذه المسيرات تتفاعل رغم الإجرام الذي تُمارسه  سلطات الاحتلال ضد الأهالي المتظاهرين مستهدفة كسر الإرادة والإصرار الذي أصبح عنصر التحدي الرئيس للشعب الفلسطيني أمام هذا التغول والاستكبار والتجاهل الذي تُمارسه دولة الاحتلال والدول الداعمة لإسرائيل.

لقد بات واضحاً أكثر من ذي قبل أن الاحتلال الإسرائيلي أمام هذا الثبات والصمود والتحدي والتصدي الفلسطيني لمخططات الاحتلال سواء على صعيد مواجهتها ميدانياً، أو خشيته من تدحرج عجلة المواجهات المستقبلية مع الشعب الفلسطيني كلما ازدادت المؤامرات حيث يرفض الشعب الفلسطيني صفقة القرن ويرفض التطبيع والاملاءات الصهيو امريكيه ويقف في وجه مخطط مشروع الشرق الأوسط الجديد كما سبق وان رفض مقايضة الحقوق بمشروع الاقتصاد ، ونجزم بأن مستوى الوطنية الفلسطينية في تصاعد لدرجات متقدمة لإسقاط مخطط صفقة القرن ، رغم المعاناة التي يلاقيها الشعب الفلسطيني على كل الصُعد السياسية والاجتماعية والإنسانية، هذه الوطنية المرتبطة بالقناعات المتأصلة في وجدان وثقافة الشعب الفلسطيني والتي يتوارثها جيلاً بعد جيل والقائمة على مرتكز مفاهيم عنوانه « - الحقوق لا تسقط بالتقادم – «  فمهما راهن البعض على الزمن إن الشعب الفلسطيني ينحت إجابته في كل مرحلة مفصلية من تاريخه الوطني وبشكل عملي دائماً ويُسدد مقاومته في وجه كل من يُحاول تمرير مخططاته المشبوهة التي تستهدف حقه التاريخي في أرضه وعناوين هذا الحق وعلى رأسها حقه في العودة والاستقلال وبناء دولته المستقلة على تراب وطنه والقدس عاصمتها.

التعليقات على خبر: الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم

حمل التطبيق الأن